فَاضْرِبُوهُنَّ || الجزء الاول
هل جاء الإسلام بتعنيف المرأة؟
سؤال عريض قد لا يكلف المرء أكثر من نفي أو إثبات جواب بنعم أم لا.
لكني سأعرض قبل الجواب مقدمات أراها ضرورية لتصور السؤال قبل الحكم عليه بنفي أو إثبات. مقدمات بسيطة موجزة سأضعها بين أيديكم في سلسلة تحت عنوان ” هل أمر الإسلام بضرب المرأة؟”
واخترت في أول حلقة من سلسلتي أن أسلط الضوء على مدخل هام ومقدمة أساسية وهي جواب على سؤال “كيف هي أصل العلاقة بين الرجل والمرأة داخل منظومة الزواج في عين الشرع قبل أن يأتي الضرب؟ ”
فهل هي علاقة توافق وانسجام أم علاقة تنافر وتباعد؟ من يملك فيها السلطة المطلقة؟ ومن يملك فيها جميع الصلاحيات؟ ومن يملك فيها عنصر القوة والضغط؟
وللإجابة سأقول :
إن الزواج في الإسلام آية من آيات الله العظيمة “ومن آياته أن خلق لكم ..”، هي علاقة حنين الأصل للفرع وتعلق الفرع بالأصل “من أنفسكم”، علاقة طمأنينة واستقرار “لتسكنوا”، علاقة حب خالص مجرد من المنفعة “مودة”، علاقة الرحمة “رحمة”، هي تقدير خالق حكيم كل شيء عنده بمقدار لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ومتى دخل التباغض والتنافر والاستغناء والاستعلاء خُرمت القاعدة الأصل وتهاوت أركان هذه العلاقة الراقية واستعجلنا بمراحل الإصلاح قبل الافتراق.
ولمّا كانت هذه العلاقة نواة الأسرة التي يتوقف عليها قوة مجتمع ما وصلاحه، كان التركيز عليها شديدا، والعمل على اختلال موازينها جاهدا..
وللأسف استعملت المرأة في هذه المعادلة بشكل وضيع عادت معه إلى العهود المظلمة قبل رسالة النور والرحمة إلى قرون الجاهلية التي ما فتئت أن عادت إلينا ببريق لامع كاذب هذه المرة، لتنهج سياسة التشكيك في الثابت ” the doubtology” وشحن عقل المرأة والرجل بمفاهيم جديدة أساءت وأفسدت أكثر مما أصلحت.
فهل فعلا نجحت تلك المنظومات البديلة لشرع الله في إكرام المرأة ومناهضة العنف ضدها في المجتمعات التي تبنتها بشكل مطلق أو جزئي وجعلت منها قوانين ملزمة للجميع؟
وهل فعلا انتهت الممارسات العنيفة بمجيء هذه المنظومات البديلة؟ أم أن الأمر تعدى القوانين وكشف عن ضلال واضعيها وخلل إعتباراتهم وبوار سلعتهم؟